
أ.د عادل طه يونس ( أستاذ الرياضيات المتفرغ بكلية علوم الأزهر " بنين " )
حوار عالم الرياضيات الكبير الأستاذ الدكتور عادل طه يونس ( pdf )
** فضلت علوم عين شمس على الطب والهندسة بسبب الدكتور جمال الدين نوح والدكتور عبد المعبود الجبيلي
** أحببت ميكانيكا الكم وعشقتها بسبب الدكتور إسحاق إبراهيم حنا وورثت تدريس الميكانيكا الإحصائية من أستاذي الدكتور عفاف صبري
** ألفت 16 كتاب في فروع الرياضيات التطبيقية و 6 كتب أخرى في تاريخ العلوم وجميعها باللغة العربية
** أحلم بطبع موسوعات علماء العرب والمسلمين وأطباء الحضارة الإسلامية قبل القرن الـ 19 وموسوعات رواد الطب والهندسة والصيدلة في العصر الحديث
** اعتز بتأليفي موسوعة شهداء الصحابة وحياة الأنبياء والمسلمين في العالم
** الدكتور ” ميلتادي حنا برسوم ” درس لنا علم الجبر على أصوله .. وقال لنا أنه أصيب بطلق ناري في رجله أثناء مشاركته في ثورة 1919
** للدكتور محمد جمال الدين نوح والدكتور عبد الحليم منتصر دور كبير في اتجاهي لدراسة الرياضيات والتخصص فيها بعلوم عين شمس
** د. انتصارات الشبكي كانت ” ألفة قسم الرياضيات ” وكنا نقيس إجاباتنا في الامتحانات على إجاباتها هى
أجرى الحوار: محمد السويدي
يعد العالم الموسوعي المثقف، الدكتور عادل طه يونس ” أستاذ الرياضيات التطبيقية المتفرغ بكلية العلوم جامعة الأزهر” أحد العلامات البارزة المنتمية للجماعة العلمية، ولما لا، وهو المعروف بين أساتذته قديما وبين زملائه وتلاميذه حاليا بأنه الموسوعي المثقف المطلع على غالبية فروع العلوم، وتاريخ الحضارات التى تعاقبت على مصر والعرب منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
لذا فالجلوس في حضرة عالم قدير وبارع أولا في تخصصه ” الرياضيات التطبيقية” بحجم الدكتور عادل طه يونس، مكسب للمشتغلين بالرياضيات، والجلوس في حضرة عالم بارع وقدير في توثيق سير العظماء من المخترعين والعلماء الأجانب في كل فروع العلم، وسير العظماء من علماء العرب في كل مناحي الحياة ومختلف العلوم ” رياضيات وفيزياء وكيمياء وأحياء وجيولوجيا وطب وهندسة وفلك وصيدلة “، وسير علماء المسلمين، وسير العلماء بشكل عام منذ فجر التاريخ وحتى الآن، كل ذلك جعل من الدكتور عادل طه يونس، مصدر مهم ينهل منه الباحثون عن العلم والمعرفة.
ذهبنا للقاء الدكتور عادل طه يونس، ضمن سلسلة لقاءات سنجريها معه خلال الفترة القادمة، للتعرف عن قرب عن ملامح مهمة في حياته وذكريات الطفولة والصبا والشباب، ولكى يسرد لنا أبرز المحطات التى مر بها في حياته المدرسية والجامعية، واتجاهه لتأليف الكتب العلمية والسير الذاتية والموسوعات العلمية والإسلامية والثقافية، وفي السطور القادمة يتحدث الدكتور عادل طه يونس عن نفسه، ويجيب عن أسئلتنا معه.
يقول الدكتور عادل: ولدت في 10 مايوعام 1942 ، بحارة السكرية المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي، على بعد خطوات من باب زويلة، ونشأت في جو تسوده الألفة والمودة بين سكان الحارة العتيقة.
كنت أمشي مع والدتى ” رحمها الله” في الشارع وأنا ابن أربع سنوات، أسمع الجيران والمارة يقولون لها، ” اتفضلي يا أم عادل ويقولولي إزيك يا عدولة “، والتحقت في تلك الفترة بمدرسة “جوهر لالا ” للتعليم قبل الإبتدائي وهى تشبه الحضانة حاليا، بعدها التحقت بمدرسة أحمد باشا ماهر الإبتدائية، وكنت من الأوائل فيها، وفي المرحلة الإعدادية دخلت مدرسة علي باشا مبارك في الحلمية الجديدة، ومنها إلى المدرسة الخديوية الثانوية بشارع الخليج المصري ” شارع بورسعيد حاليا “، وكنت الطالب المسئول فيها عن الإذاعة المدرسية، وذلك بدعم وتشجيع من مدرس اللغة العربية في تلك الفترة، وقد رشحنى لمساعدة أمين مكتبة المدرسة في انتقاء الكتب وتصنيفها.
يضيف الدكتور عادل طه يونس: قرأت في مكتبة المدرسة كتاب ” على هامش الطب ” في أربع مجلدات، من تأليف الدكتور سليمان عزمي باشا وكان عميدا سابقا لطب قصر العيني في مطلع الأربعينات من القرن الماضي، وقد كتب في بداية الكتاب ” أهدي هذا الكتاب لمدرسة الخديوية الثانوية التى تخرجت فيها “، وقد علمت بعد ذلك، أن الدكتور علي باشا إبراهيم، أول عميد لطب قصر العيني وأول نقيب للأطباء، كان قد تخرج في الخديوية الثانوية، لذلك كنت معتزا جدا بكونى أحد تلاميذ هذه المدرسة.
وبينما كنت في الصف الثاني الثانوي بالمدرسة الخديوية، كنت أتردد على زيارة مكتبة السفارة الأمريكية، للإطلاع على الكتب العلمية في الرياضيات والفيزياء والكيمياء، والتى تكتب الحروف والرموز بالإنجليزي، فقد كنا نكتب المعادلات الكيمائية بالمدرسة باللغة العربية، الهيدروجين مثلا قرأت رمزه H في مكتبة السفارة الأمريكية وكنا نأخذه في كتاب المدرسة ” يد “، والأكسجين رمزه O وكنا نكتبه ” أ ” والبوتاسيوم K وكان رمزه بالعربي ” بو “، وهكذا.
وتابع الدكتور عادل طه يونس، أنا كنت متميز جدا في اللغة الإنجليزية، ويرجع الفضل في ذلك لأساتذتي في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وكما قلت كنت أتردد على مكتبة السفارة الأمريكية لقراءة رموز العناصر والمعادلات والنظريات والمصطلحات في الكيمياء والفيزياء باللغة الإنجليزية، ومن هنا نشأ حبي للعلوم وأنا في المرحلة الثانوية، وذات يوم كنت أذاكر في منزل زميلي في الفصل ” نبيل الجبيلي ” وكان يسكن في الحلمية الجديدة، وتعرفت هناك على عمه الدكتور عبد المعبود الجبيلي، والذي أصبح فيما بعد رئيسا لهيئة الطاقة الذرية، ووزيرا للبحث العلمي والطاقة الذرية في السبعينيات، وسألت الدكتور الجبيلي عن بعض الأمور التى قرأتها في مجلة ” Scientific American “، فكان رده عليا : إزاى بتقرأ في المجلة دى وانت لسة صغير في ثانية ثانوي، ده خريج كلية العلوم ميقدرش يقرأ ويستوعب اللى مكتوب في المجلة دي، فهى تنشر أحدث الأبحاث التى توصل إليها العلماء في العالم”، فسألته عن الجسيمات تحت الذرية، فرد عليا قائلا : ” تعالي لى في المركز القومي للبحوث بالدقي، وأنا هعرفك على كل من الدكتور محمد جمال الدين نوح وكان أستاذا للفيزياء النووية في ذلك الوقت، والدكتور إسماعيل بسيوني هزاع وكان أيضا أستاذا للتطبيقات النووية “، وكانت هيئة الطاقة الذرية في ذلك الوقت تحتل الطابق الأرضي بالكامل في المركز القومي للبحوث.
يكمل الدكتور عادل طه حديثه: ذهبت بالفعل لهيئة الطاقة الذرية في مقرها بالمركز القومي للبحوث بالدقي، والتقيت بالدكتور محمد جمال الدين نوح، وقد صار فيما بعد أستاذا ورئيسا لقسم الفيزياء بكلية العلوم جامعة عين شمس ووكيلا للكلية، ويعد مدرج نوح الذي يحمل اسمه من المدرجات الكبرى والرئيسية في الكلية منذ زمن طويل وحتى الآن.
نصحنى الدكتور محمد جمال الدين نوح في هذا اللقاء بالالتحاق بكلية العلوم بعد حصولي على الثانوية العامة، وقال لي حرفيا في وجود الدكتور عبد المعبود الجبيلي وكما قلت سابقا كنت حينها طالبا في الصف الثاني الثانوي: ادخل كلية العلوم حتى لو حصلت على أعلى المجاميع في الثانوية العامة، ونصحنى أيضا بالالتحاق بعلوم عين شمس على وجه الخصوص، وبسؤاله ” اشمعنى علوم عين شمس تحديدا وليه مش علوم القاهرة ؟ “، فرد الدكتور ” نوح “: علوم عين شمس هى في الأصل المباني القديمة لكلية العلوم بجامعة القاهرة، والدكتور على مصطفى مشرفة كان متواجدا في قصر الزعفران ومبانى ومعامل الكلية خلف هذا القصر، وكثير من تلاميذ مشرفة ممن تخرجوا في جامعة القاهرة يدرسون للطلبة في ” علوم عين شمس”، ومن بينهم الدكتور فهمي إبراهيم ميخائيل وهو متخصص في تدريس النظرية النسبية، والدكتور عفاف صبري والدكتور إسحاق إبراهيم حنا وأخرين من تلاميذ الدكتور على مصطفى باشا مشرفة ” 11 يوليو 1898 – 16 يناير 1950 ” وهو أول عميد مصري لكلية العلوم بالجامعة المصرية ” جامعة القاهرة ” وكان كثير من الحائزين على جائزة نوبل من أصدقائه وكان يرسل لهم تلاميذه للإشراف على رسائلهم للدكتوراه ومنهم الدكتور عفاف صبري ” ماكس بورن ” والدكتور وديع بسالي ” شرودنجر ” .
وبعد مرور عام على اللقاء الذي جمعني بنوح وهزاع والجبيلى في هيئة الطاقة الذرية بداخل مبنى المركز القومي للبحوث، حصلت على الثانوية العامة عام 1959 بمجموع 74% ، وكان الأول على الجمهورية في هذا العام حاصلا على 82%، وكان مجموعي يؤهلني لدخول كليات الهندسة والطب والصيدلة، ولكننى عملت بنصيحة الدكتور محمد جمال الدين نوح، وكتبت في مكتب التنسيق، كلية العلوم جامعة عين شمس كرغبة أولى ، وبالفعل دخلتها، وتحقق ما قاله الدكتور نوح، فقد قام بتدريس النظرية النسبية لنا الدكتور فهمي إبراهيم ميخائيل وكان الوحيد على مستوى الجامعات المصرية في ذلك الوقت، الذي يقوم بتدريس النسبية في جامعات عين شمس والقاهرة والإسكندرية وأسيوط، وقد علمت وأنا في بداية دراستى بالكلية أن الدكتور فهمي إبراهيم ميخائيل كان قد حصل على درجة الدكتوراه تحت إشراف ” ماكيليه ” وإشراف غير مباشر من العالم الشهير ألبرت أينشتين، وبتزكية من الدكتور على مصطفى مشرفة، وحصل ” فهمي ميخائيل ” على الدكتوراه من جامعة لندن ، وأذكر في هذا السياق ونحن طلبة في علوم عين شمس، سألنا الدكتور فهمي ميخائيل وهو يقوم بتدريس النسبية لنا : هل تقابلت مع أينشتين ؟
فكان رده بأنه التقى به أكثر من مرة في خلال رحلته البحثية للحصول على الدكتوراه.
الدكتور ميلتادي حنا برسوم، قام بتدريس علم الجبر لنا في علوم عين شمس، وهو من الذين شاركوا في ثورة 1919 وأصيب في طلق ناري في رجله، والدكتور ميلتادي خريج بالأساس من معهد المعلمين العالي والذي تحول اسمه فيما بعد إلى كلية التربية بجامعة عين شمس، وفي أول شهرين لي بالكلية، قام الدكتور عبد الحافظ حلمي بتدريس علم الحيوان لنا وقد أصبح فيما بعد عميدا لكلية العلوم بجامعة عين شمس، وهناك أساتذة من علوم القاهرة قاموا بتدريس مقرراتهم في علوم القاهرة لنا نحن الطلبة في علوم عين شمس ، كونها نفس المواد والتخصصات، على رأسهم الدكتور عطية عبد السلام عاشور ” 13 سبتمبر 1924- 17 أبريل 2017 “، حصل على البكالوريوس في الرياضيات ” الدرجة الخاصة ” مع مرتبة الشرف من جامعة فؤاد الأول عام 1944، والدكتوراه من الكلية الإمبراطورية بلندن عام 1948، ودرجة دكتوراه العلوم في الرياضيات ” D.Sc ” من جامعة لندن عام 1967، وهو حائز على العديد من الجوائز المحلية والدولية، لعل أبرزها داخل مصر جائزة النيل ” مبارك سابقا ” في العلوم عام 2004 ، وكان تلميذا لمشرفة باشا وأحد الرواد الأوائل في الرياضيات التطبيقية، وكان يشرح لنا مادة ” الكتروديناميكا ” أو الديناميكا الكهربية، كما أن الدكتور عزت خيري ” أستاذ الكيمياء وعميد علوم القاهرة الأسبق “، قام بتدريس الكيمياء لنا أيضا في علوم عين شمس، لذلك تعتبر دفعات الستينيات في علوم القاهرة وعين شمس أكثر ارتباطا ببعض، بسبب الحضور المشترك لكثير من المحاضرات، وفي تلك الحقبة من الستينيات، شكلت مجموعات طلابية من أقسام الرياضيات في كليات العلوم ما يسمى بأسر الرياضيات، وتخطت علاقاتنا ببعض كطلبة في قسمى الرياضيات بعلوم القاهرة وعلوم عين شمس مرحلة حضور المحاضرات المشتركة ، إلى المذاكرة المشتركة أيضا، فقد كنت أذهب لمذاكرة الدروس بصحبة زميلي مراد إسماعيل في سطوح منزله بباب الخلق وكان طالبا في علوم القاهرة وهو الآن بروفيسور كبير ومن أعلام الرياضيات في الولايات المتحدة الأمريكية في تخصص الدوال الخاصة، وكنا نتبارى سويا في حل مسائل القيم الحدية في الالكتروديناميكا للدكتور عطية عاشور ونحن طلبة بالفرقة الرابعة، أنا في عين شمس، ومراد إسماعيل في القاهرة.
* لماذا لم تتخصص في الفيزياء التى كنت تحبها مبكرا، رغم أن الدكتور جمال الدين نوح وهو الذي وجهك لدخول كلية العلوم بجامعة عين شمس كان رئيسا لقسم الفيزياء؟
نعم كنت أحب الفيزياء وأحب الرياضيات أيضا، وقد التحقت بكلية العلوم جامعة عين شمس، بناءا على رغبة الدكتور جمال الدين نوح والدكتور عبد المعبود الجبيلي ” رحمة الله عليهما الاثنين “، وفور التحاقي بالفرقة الأولى، سألت نفسي سؤالا ، ” أدرس إيه وأتخصص في إيه ” ؟
وكنت حينها عمري 17 عام ونصف العام تقريبا، وحجم إدراكي بطبيعة تخصصات الكلية ليس كاملا، وكنت في حيرة، ولكننى حسمت أمري وقررت دخول مجموعة، كان قد التحق بها كثير من طلبة الفرقة الأولى ليدرسوا أربعة مواد ( فيزياء، كيمياء، رياضيات عامة، أحياء ” علم الحيوان وعلم النبات ” )، وبعد مرور شهرين من التيرم الأول وكان متبقيا شهرا على امتحان الفصل الدراسي الأول، وبينما كنت أسير في طرقات الكلية، وجدت الدكتور محمد جمال الدين نوح ينادي عليا : يا عادل، التفت ورائي، فوجدته الدكتور نوح يقول لي : ” مجتش ليه.. أنا رئيس قسم الفيزياء بالكلية “، رديت عليه .. “معرفش والله أنا دخلت علوم عين شمس بناءا على نصيحة حضرتك “، ثم سألنى: وأى مجموعة تدرس فيها، فقلت له عن المجموعة والمواد التى أدرسها.
فقال لى: ” مش هتلاقي نفسك يا عادل في علم الحيوان وعلم النبات، لازم تغير المجموعة وتنقل إلى مجموعة علوم طبيعية، هتدرس فيها رياضيات بحتة ورياضيات تطبيقية، وفيزياء وكيمياء، وأكمل الدكتور ” نوح ” : بعد نجاحك في السنة الأولى، تترك دراسة الكيمياء وتستمر في دراسة الرياضيات بفرعيها البحتة والتطبيقة، إلى جانب الفيزياء، وفي السنة الثالثة، تتخصص إما رياضيات بحتة ورياضيات تطبيقية، أو فيزياء ورياضيات بحتة، أو فيزياء ورياضيات تطبيقية، وأنا شايف ان الرياضيات الخاصة بفرعيها البحتة والتطبيقية أفضل لك وهتشوف نفسك فيهم، وفي الرياضيات التطبيقية بيدرسوا فيها الفيزياء النظرية على أصولها “.
قلت له: ” ولكن مر من التيرم الأول شهرين وباقي شهر واحد على امتحانات نصف العام، هحول إلى مجموعة أخرى إزاى؟ ، فوجدته يأخذنى من يدى إلى مكتب عميد الكلية في ذلك الوقت الدكتور عبد الحليم بك منتصر، وكان في نفس الوقت رئيسا لقسم علم النبات، وقال له إن أمر هذا الطالب – يقصدني أنا – يهمنى وفي حاجة إلى تحويله لمجموعة الرياضيات البحتة والتطبيقية والفيزياء والكيمياء، فرد عليه عميد الكلية: من بكرة يا دكتور نوح، هتلاقي اسم عادل في هذه المجموعة، ويحضر مع زملائه المحاضرات النظري والعملي ، وبالفعل في اليوم التالي، وجدت في لوحة إعلانات الكلية، ورقة مكتوب فيها، الطالب عادل طه محمد يونس يحضر ابتداء من اليوم في مجموعة الرياضيات البحتة والتطبيقية والفيزياء والكيمياء، وكانت هذه نقطة التحول الكبيرة في حياتى كلها.
* ومن هم أبرز زملائك في الدفعة ؟
تخرجت عام 1965، وكنا 6 طلبة في البكالوريوس، وكانت الأولى على الدفعة الدكتورة انتصارات الشبكي ” رحمها الله ” بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وكرمها الزعيم جمال عبد الناصر فى عيد العلم في ذلك الوقت نظرا لتفوقها ضمن أوائل الخريجين على مستوى الجامعات المصرية، وكانت الدكتور انتصارات الشبكي” الألفة ” في جيلنا وكنا نقيس إجاباتنا في الامتحانات على إجاباتها، فقد كانت متميزة جدا وشاطرة جدا، وبمرور السنين الطويلة، صارت الدكتورة انتصارات الشبكي أول سيدة تترأس قسم الرياضيات بعلوم عين شمس خلال الفترة من عام 1995 وحتى 2001، وهى بالمناسبة زوجة الدكتور محمد صبري عبد المطلب أستاذ الكيمياء غير العضوية المتفرغ بكلية العلوم جامعة عين شمس ومؤسس مركز الطاقة الضوئية بالجامعة .
من بين أوائل قسم الرياضيات أيضا عام 1965 وتم تعيينها معيدة بعلوم عين شمس بأمر تكليف برفقة الدكتورة انتصارات الشبكي والدكتور محمد عبد الحق، الزميلة الفاضلة أمينة الخولي ” رحمها الله ” وكانت متميزة جدا ومستواها عال للغاية ولكنها توفيت مبكرا، وبالمناسبة هى ابنة الأديب المصري الكبير وأحد ثوار ثورة 1919 الدكتور أمين الخولي ” 1 مايو 1895 – 9 مارس 1966 ” ووالدتها الدكتور عائشة عبد الرحمن ” بنت الشاطئ / 6 نوفمبر 1913 – 1 ديسمبر 1998 “.
* لم يجر تعيينك في علوم عين شمس، فأين جاء تكليفك إذن ؟
كما قلت كنا 6 طلبة في البكالوريوس ، ثلاثة تم تكليفهم معيدين في علوم عين شمس، وثلاثة آخرين، كنت أنا منهم، لم يجر تكليفهم في علوم عين شمس، وذات يوم قابلني بالصدفة الراحل العظيم الدكتور عفاف صبري ، وعرض عليا العمل معه في كلية العلوم جامعة أسيوط، فقد كان رئيسا لقسم الرياضيات بها، وقال لي: ” تعالى جرب أسبوع أو أسبوعين، لو ارتحت في أسيوط، نجهز إجرءات تعيينك معيد بالكلية، وإذا لم يعجبك الحال في علوم أسيوط، ارجع مرة أخرى للقاهرة، وسوف أوجهك للعمل بجهات أخرى “، ولم يمض سوى أسبوع حتى أبلغته بأنى أرغب في إنهاء عملى بأسيوط والعودة مجددا للقاهرة، وقد سمح لى الدكتور عفاف صبري رحمه الله بذلك، وقال لي: أذهب لمكتب القوى العاملة بمجمع التحرير عند الموظف فلان، واحكى له ما حدث لك منذ تخرجك وحتى الآن، وسوف يقوم هذا الموظف بتسهيل المهمة عليك وتوجيهك للمكان الصحيح لكى تعمل به، وقد كان، ذهبت لمجمع التحرير وقابلت الموظف الذي أرسلنى إليه المرحوم الدكتور عفاف صبري، فقال لي هذا الموظف، أمامك ثلاثة جهات يمكنك الالتحاق للعمل فيهم وهم ( هيئة الطاقة الذرية في أنشاص، والمركز القومي للبحوث بالدقي، وهيئة الأرصاد الجوية بشارع الخليفة المأمون بجوار جامعة عين شمس )، ونظرا لأننى كنت أقيم فى ذلك الوقت في سوق السلاح بالقلعة بعد أن تركت حارة السكرية، فقد فضلت العمل في المركز القومي للبحوث، وكتبت مسوغات التعيين، وبعد 15 يوم جاءنى خطاب استلام العمل مساعد باحث ” معيد ” في قسم الفيزياء النظرية بالمركز القومي للبحوث.
* وماذا بعد استلامك العمل في المركز القومي للبحوث ؟
استلمت عملي بالفعل هناك وحدثت مشكلة مع أحد الأساتذة في المركز القومى للبحوث، كانت سببا في رحيلي من المركز، والتحاقي فيما بعد بكلية الهندسة جامعة الأزهر، وفي أثناء عملي بالمركز القومي للبحوث ” 1966 – 1967 “، كنت قد سجلت رسالتي في الماجستير في ميكانيكا الكم مع أستاذى العظيم الراحل المشرف الدكتور إسحاق إبراهيم حنا، وهو من حببنى في ميكانيكا الكم وعشقتها بسبب هذا العالم الكبير والأستاذ العظيم، وقام بتدريس مقرر ميكانيكا الكم ( 1 ) لي في الفرقة الثالثة، ثم مقرر ميكانيكا الكم ( 2 ) في الفرقة الرابعة بكلية العلوم جامعة عين شمس، ولمن لا يعرف الدكتور إسحاق إبراهيم حنا، فهو من مواليد محافظة المنيا عام 1924 وتوفى في 13 مايو 2012، حصل على شهادة التوجيهية ” الثانوية العامة حاليا ” من مدرسة المنيا الثانوية عام 1942، التحق بعدها بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول ” القاهرة حاليا ” ليتخصص في الرياضيات ويحصل منها على درجة البكالوريوس في الرياضيات بمرتبة الشرف عام 1946، وفور تخرجه، عمل مدرسا مساعدا بمدرسة المعلمين العليا من عام 1947 حتى عام 1950 ، وواصل دراسته العليا في قسم الرياضيات بكلية العلوم جامعة عين شمس، ليحصل على درجة الماجستير في الرياضيات التطبيقية عام 1954، سافر بعدها إلى المملكة المتحدة والتحق بجامعة لندن، ليحصل على درجة الدكتوراه في ميكانيكا الكم عام 1957، وبناءا على ترشيح من جامعة لندن، ففي عام 1960، تم طبع رسالة الدكتوراه الخاصة به لتوزيعها عالميا، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمنحه وسام الجمهورية، هذا وقد ترأس الدكتور إسحاق إبراهيم حنا قسم الرياضيات التطبيقية بعلوم عين شمس – قبل ضم قسمى الرياضيات البحتة والتطبيقية في قسم واحد – خلال الفترة من 1974 وحتى عام 1978 وهى فترة مهمة جاءت بين فترتين تولى فيهما رئاسة قسم الرياضيات التطبيقية عالم أخر عظيم، ألا وهو الدكتور فهمى إبراهيم ميخائيل ” 1 يناير 1921 – 12 نوفمبر 1998 “، تخرج عام 1941 بقسم الرياضيات في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول ” الجامعة المصرية سابقا وجامعة القاهرة لاحقا”، وحصل على الدكتوراه عام 1952، وكانت فترته الأولى في رئاسة القسم من ( 1965 – 1974 ) والفترة الثانية من عام 1978 وحتى بلوغه سن المعاش عام 1981 ، هذا وقد منحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسام الجمهورية في 7 ديسمبر عام 1982، واستمرت عضويته بالجمعية الملكية الفلكية بلندن منذ تخرجه عام 1952 وحتى وفاته في 12 نوفمبر 1998 .
* وكيف التحقت إذن للعمل معيدا بكلية الهندسة جامعة الأزهر؟
أعلنت جامعة الأزهر عن حاجتها لتعيين 12 معيد تخصص رياضيات بكلية الهندسة، وقدمت أوراقي ضمن المتقدمين وكان ترتيبي الثالث على المتقدمين الـ 12 وذلك بحكم المجموع، وتم قبول الـ 12 بالفعل واستلمت عملي في قسم الميكانيكا في يناير 1968، وكنت أقوم بتدريس الميكانيكا بفرعيها الاستاتيكا والديناميكا لطلبة إعدادي هندسة وأولى هندسة وتدريس الرياضيات لطلبة الفرقة الثانية بقسم الكهرباء، كل ذلك وأنا معيد، فقد اعتمدت الكلية عليا كثيرا في تدريس الرياضيات، ولم يكن مرعلى تأسيس هندسة الأزهر بنين سوى أربعة أعوام دراسية، فقد بدأت الدراسة لأول مرة بكلية هندسة الأزهر في العام الجامعي 1963 – 1964، وقد استلمت عملي في أثناء العام الدراسي الخامس 1967- 1968 ، وعندما قررت كلية الهندسة إرسال بعثاتها العلمية لنيل الدكتوراه من الاتحاد السوفيتي وبعض دول المعسكر الشرقي مثل المجر وتشيكوسلوفاكيا ، كانت في مقدمة تلك البعثات الـ 12 معيد الذين تم تعيينهم في مطلع عام 1968 وكنت أنا واحدا منهم، وسافرت تلك البعثات عام 1969، ولكن تأخر سفري للعام التالي 1970 لحين توفير مشرف لمادة الكتروديناميكا الكم والتى سوف أنال فيها درجة الدكتوراه، فقد أرسلت الجامعة في موسكو خطابا لجامعة الأزهر، يفيد بتوفر أستاذ مشرف لمادة الكتروديناميكا الكم للمعيد عادل طه محمد يونس، وسافرت عام 1970 والتقيت هناك بأعضاء البعثة المصرية في موسكو وكان بينهم الدكتور أحمد فؤاد غالب، والدكتور فايد غالب، والدكتور نشأت فريد فتحي، والدكتور محمد حسين فهمي ” رحمه الله” وأخرين، وحصلت على الدكتوراه عام 1976 وعدت عام 1977 ، وكانت جامعة الأزهر قد أنشأت كلية العلوم 1972، فتم نقل قسمى الفيزياء والرياضيات من كلية الهندسة إلى كلية العلوم وبالتالي أصبحت مدرسا للرياضيات التطبيقية بكلية العلوم ” بنين ” جامعة الأزهر، وكان رئيس قسم الرياضيات بعلوم الأزهر في ذلك الوقت، الدكتور زكي عبد العزيز عفيفي وهو من مواليد 1922 وتخرج في جامعة فؤاد الأول ” جامعة القاهرة ” ونال درجة الدكتوراه من جامعة ليفربول بإنجلترا عام 1954 في الهندسة التفاضلية وكان أستاذا بكلية العلوم جامعة القاهرة، قبل أن ينتقل لجامعة الأزهر ويصبح أول رئيس لقسم الرياضيات في كلية العلوم بها خلال الفترة من 1972 وحتى 1988، وقد التقيته كثيرا، أذكر منها أحد الإحتفالات التى جمعتنا سويا عام 1982، وفي نغس العام ، تمت ترقيتي أستاذا مساعدا، ثم الترقية إلى درجة أستاذ عام 1989 وكان عمري حينها 47 سنة، وقد انتدبت للتدريس في كليتى العلوم والتربية في سبع جامعات إقليمية في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، وهم جامعات طنطا والزقازيق والمنصورة والفيوم والمنوفية والإسماعيلية وأسوان.
* هل لنا أن نتعرف أكثر على الدكتور عفاف صبري ؟
كان الدكتور عفاف صبري ” رحمه الله ” لي أستاذا ومعلما وصديقا، فقد كنا جيران في العجوزة، وذهبت إلى منزله عدة مرات وأهداني كل مؤلفاته في فروع الرياضيات التطبيقية في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا وكانت باللغة العربية التى أعشقها، وهو أحد رواد الرياضيات في مصر المعاصرة، ولد بالقاهرة عام 1922 والتحق بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول ” القاهرة ” وتخرج فيها عام 1945، حاصلا على بكالوريوس الرياضيات الخاصة وعين معيدا بكلية العلوم، وتم إرساله في بعثة دراسية إلى جامعة إدنبرة عام 1946، وحصل على الدكتوراه في الطبيعة النظرية عام 1949، وكان أحد المشرفين عليه في دراسته البروفيسور ماكس بورن ” الذي حاز جائزة نوبل في الفيزياء عام 1954 ” وهو أحد مؤسسي ميكانيكا الكم والميكانيكا الإحصائية الكمية ، وكان تخصص الدكتور عفاف صبري، الميكانيكا الإحصائية الكمية وهو أول مصري يتخصص في هذا الموضوع.
وبعد عودة الدكتور عفاف صبري من بعثته بجامعة إدنبرة، عين محاضرا بكلية العلوم جامعة القاهرة خلال الفترة من 1949 وحتى 1956، وفي عام 1957 انتقل الدكتور عفاف إلى جامعة أسيوط، حيث عمل أستاذا مساعدا للرياضيات التطبيقية بعلوم أسيوط وفي عام 1962، أصبح رئيسا لقسم الرياضيات بها، وظل كذلك حتى عام 1976 ، حيث انتقل إلى كلية البنات بجامعة عين شمس ليعمل أستاذا ورئيسا لقسم الرياضيات بها حتى بلوغه سن المعاش عام 1982، وصار بعدها أستاذا متفرغا بالكلية حتى وفاته عام 2015 عن عمر ناهز الـ 93 عام ، وقد حصل الدكتور عفاف صبري على وسام الجمهورية من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 1983.
* ومتى بدأت في تأليف الكتب العلمية والتعليمية ؟
انا متفرغ لتأليف الكتب منذ عام 1994 في مجال الرياضيات التطبيقية، وتاريخ العلوم وتاريخ العلوم الأساسية والتطبيقية، وقد نشرت 16 كتابا في فروع الرياضيات التطبيقية باللغة العربية، ونشر 6 كتب أخرى في تاريخ العلوم، وجاري طبع وتجهيز عشرة كتب في تاريخ العلوم الأساسية والتطبيقية وفي الثقافة الإسلامية ، منها على سبيل المثال كتاب ” حياة الأنبياء والمسلمون في العالم ” وموسوعة شهداء الصحابة.
* وما الأسباب التى دفعتك لتأليف هذه النوعية من الكتب ؟
منذ زمن بعيد وزملائي يقولون أننى مدرس ناجح جدا وعندى قدرة كبيرة ولله الحمد على توصيل المعلومة، وأنا بطبعي لما كنت أعد محاضراتي أو المقررات الدراسية التى أقوم بإعدادها تمهيدا لشرحها في العام الدراسي لطلبة الجامعة، كنت أستعين بعشرة مراجع لهذا الغرض على الأقل، أكتب المقرر بروحي أنا، ,احل مسائله كاملة وأقوم باختيار أبسط وأسهل الطرق للبراهين الرياضية وإعطاء أمثلة مختلفة ومتنوعة في كل مقرر أقوم بشرحه للطلبة، وأنا على مدار سنوات عملي الطويلة محاضرا للرياضيات داخل مصر وخارجها، قمت بتجهيز 12 مقرر دراسي غالبيتها في الرياضيات التطبيقية وقليل منها في الرياضيات البحتة والتى استعانت بي كلية التربية بنات في جامعة الملك عبد العزيز لتدريسها للطالبات هناك، فقد كنت أدرس في تلك الجامعة الرياضيات بفرعيها التطبيقية والبحتة، وفكرت في وضع هذا المجهود في كتب يستفيد بها جميع الطلبة في مختلف الجامعات المصرية والعربية، وكان أول كتاب قمت بتأليفه ” أسس علم الاستاتيكا ” الجزء الأول وتم طبعه في السعودية عام 2000، وعندما رجعت إلى مصر بعد انتهاء الإعارة بالمملكة العربية السعودية، قمت بإعادة صياغة هذا الكتاب ، مع تأليف الجزء الثاني منه، وتلى ذلك تأليف كتاب النظرية النسبية الخاصة والعامة، وقد استعنت في تأليفه بعشرة مراجع أجنبية، قمت بعد ذلك بتأليف كتاب الأسس الرياضية للديناميكا الحرارية والميكانيكا الإحصائية.
* وماذا تعني الميكانيكا الإحصائية ؟
الميكانيكا الإحصائية، عبارة عن ميكانيكا الجزيئات، وحيث أن المادة مكونة من جزيئات تتحرك بعشوائية، والعلم الذي يدرس العشوائيات اسمه علم الإحصاء وبالتالي العلم الذي يدرس الحركة العشوائية اسمه الميكانيكا الإحصائية وهو أول كتاب من نوعه باللغة العربية، وكان الوحيد الذي يقوم بتدريس هذا العلم في مصر الدكتور عفاف صبري رحمه الله، ومن بعده استعانت بي كلية البنات بجامعة عين شمس لتدريسه للطالبات هناك بالفرقة الرابعة في قسمى الرياضيات والفيزياء وكان عددهم قرابة 160 طالبة وظللت أدرس هذا المقرر حتى حدثت جائحة كورونا وما تبعها من التعليم أونلاين بنظام الزووم وهو ما لم أقدر عليه ، فاعتذرت عن استكمال شرح هذا المقرر ” الميكانيكا الإحصائية ” وقد تسلمت الراية منى لتدريسه إحدى تلميذات الدكتور عفاف صبري نفسه، فهى أولى بمقرره وأولى أيضا بتدريسه لبنات عين شمس.
* وما هى الكتب الأخرى التى قمت بتأليفها ؟
قمت بتأليف كتاب ” طرق الفيزياء الرياضية ” ويجري تدريسه لطلبة الفيزياء وهو مكون من 600 صفحة تشمل أمثلة ومسائل محلولة، وهناك أيضا كتاب ” تحليل المتجهات والممتدات ” وهما كميتين يستخدمهما دارسي الرياضيات بشكل كبير، وهو مؤلف باللغة العربية.
من بين الكتب التى قمت بتأليفها أيضا ” أسس الكهرومغناطيسية ” من جزأين لطلاب كليتى العلوم والهندسة، وفي الرياضيات البحتة قمت بتأليف كتاب أسس التحليل الرياضي لطلاب العلوم والتربية والهندسة وهو مكون من ثلاثة أجزاء ، الجزء الأول منه ” حساب التفاضل ” والجزء الثاني ” حساب التكامل” والجزء الثالث ” التفاضل والتكامل المتقدم ” وكل هذا الكتب باللغة العربية.
قمت أيضا بتأليف ثلاثة كتاب عن رواد العلم الحائزين على نوبل في الفيزياء، والكيمياء، والطب والفسيولوجي، وصدرت هذه السلسة عن دار الفكر العربي ولاقت نجاحا كبيرة، كل كتاب منهم يتحدث عن علماء نوبل، حياتهم وأبحاثهم ونجاحاتهم وصورهم وكلهم باللغة العربية.
فكرت بعد ذلك تأليف كتاب عن رواد العلم منذ فجر التاريخ، فقمت بإعداد وتأليف موسوعة عن العلماء منذ اقدم العصور وحتى اليوم في ستة مجلدات وكل مجلد 700 صفحة، يسرد فيه حياة العلماء ، كل واحد فيهم بصورته، ولكنها لم تطبع حتى الآن، فكرت بعد ذلك في عمل موسوعة عن علماء العرب والمسلمين وأطباء الحضارة الإسلامية قبل القرن الـ 19، ثم موسوعة رواد العلم والهندسة العرب في العصر الحديث ” القرنين الـ 19 و الـ 20 “، بالإضافة إلى موسوعة رواد الطب والصيدلة العرب في العصر الحديث، وهى أيضا موسوعات لم تجر طباعتها حتى الآن وأتمنى أن أجد دور النشر التى تطبعها لكى يستفيد بها الجمهور، ولا أبغي في ذلك مليما واحدا، كل ما أتمناه نشر هذه المعرفة لأنها جديرة بالفعل بالنشر وإطلاع الناس عليها.