شاهد بالصور .. رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الرياضيات المصرية يسلمون شباب الرياضيات المتميزين جوائز أفضل رسائل ماجستير ودكتوراه بالجامعات المصرية لعام 2024

منذ فجر التاريخ، والمصريون يتميزون بمهارة الحساب الرياضي للدرجة التى جعلتهم مبكرا يبتكرون ما هو أعقد وأصعب من الأرقام الصحيحة العادية، فتوصلوا إلى شكل وطريقة يستطيعون من خلالها حساب وجمع الأعداد الكسرية، ويعتقد المصريون القدماء أن الإله توت هو من علمهم الحساب والكتابة كما هو مدون في البرديات وجدران الموتى، وبات لعلماء الرياضيات عبر التاريخ سيرة حسنة مليئة بالتميز والعبقرية جعلتهم ينافسون في المائة سنة الأخيرة علماء الرياضيات في أوروبا وروسيا وأمريكا، نذكر منهم الدكتور على مصطفى مشرفة باشا وتلاميذه د. محمد مرسي أحمد، ود. أحمد حماد، ود. عطية عاشور، ود. فؤاد رجب، ود. فهمى ميخائيل، ود. راجي حليم مقار، ود. كمال رياض يعقوب، ود. إسحق إبراهيم حنا، ود. إبراهيم حلمي عبد الرحمن، ووصولا إلى الجيل الثالث الذي تخرج في ستينيات القرن الماضي ومن بينهم د. انتصارات الشبكي، ود. ليلى فهمى عبد العال، ود. حمد حلمي، ود. محمد أسعد، ود. عبد الشافي عبادة، ود. عيد ضحا، ود. نشأت فريد فتحي، ود. أحمد فؤاد غالب، ود. عادل مشرفة، ود. عادل طه يونس، ود. مراد إسماعيل، ود. محمد حسين فهمي، ود. صلاح الجندي، ود. علي سالم مشهور، والأشقاء الخمسة د. محمد عامر ود. أحمد عامر ود. محمود عامر ومصطفى عامر وخالد عامر  ود. إبراهيم غالي ود. بيومي إبراهيم بيومي ود. ابراهيم فهمي ميخائيل ود. فايد غالب وغيرهم العشرات والمئات من علماء الرياضيات بفروعها المختلفة عبر الأجيال وحتى الآن.

سنوات طويلة من عمر علم الرياضيات في مصر الحديثة منذ أول مصري حصل على الدكتوراه في الرياضيات من باريس ضمن بعثة رفاعة الطهطاوي في عهد محمد علي عام 1830 وهو الدكتور محمد أفندي بيومى الدهشوري ووصولا إلى شباب الباحثين الجدد الحاصلين على أفضل رسائل ماجستير ودكتوراه في فروع الرياضيات المختلفة لعام 2024 والذين كرمتهم مؤخرا جمعية الرياضيات المصرية برئاسة الدكتور فايد غالب، وقد التقينا بعدد منهم ومن بينهم د. أحمد رضوان ” مدرس الرياضيات بكلية علوم الأزهر فرع أسيوط ” والفائز بجائزة د. عبد الشافي عبادة ” لأحسن رسالة دكتوراه في تخصص الرياضيات التطبيقية.

د. أحمد رضوان نموذج لعالم الرياضيات الشاب المتميز والنابغة المطلع على كل جديد في مجاله البخثي والأكاديمي، رغم ظروفه الصحية القهرية نتيجة لإصابته مبكرا وهو لم يبلغ من العمر عاما واحد بشلل الأطفال في ساقيه الاثنين بسبب خطأ في علاجه من الاتهاب الرئوي، ولكن إرادته وعزيمته اتفقتا مع عقله المشع بالذكاء والنبوغ، وأصبح ” رضوان ” من الأطفال النابهين في قريته ” المساوية ” بمركز اسنا محافظة الأقصر، حافظا للقرآن كاملا منذ الصغر، ومتفوقا في دراسته وعشقه للرياضيات في مرحلة مبكرة، ما جعله يحصد المركز الأول في الترتيب العام في المعهد الأزهري الثانوي، ثم الالتحاق بكلية علوم الأزهر بمحافظة أسيوط ومتخصصا في علم الرياضيات حتى تخرج عام 2011 وهو الاول على دفعته، وتعيينه معيدا في قسم الرياضيات بالكلية.

يقول ” د. أحمد رضوان “: بعد التخرج والإعداد لدراسة الماجستير، كنت قد أحببت الرياضيات التطبيقية وخاصة مجال ميكانيكا الكم وفكرة تصميم الكمبيوتر الكمي وهو من النقاط العلمية الهامة في عالمنا اليوم، ويُفترض أن يقوم بتنفيذ عمليات حسابية بالسرعة التي لا يستطيع الكمبيوتر الكلاسيكي القيام بها، وذلك باستخدام أساسيات ميكانيـكا الكم، والتي تحتوي علي مبدأ أساسي هو مبدأ التراكيب، وتم الحصول على درجة الماجستير عام 2018 في المعلوماتية الكمية والتباين الكمي، وفي عام 2023 حصلت على درجة الدكتوراه في ميكانيكا الكم أيضا، وقد قمت بدراسة العديد من الظواهر الفيزيائية في مجالات المعلوماتية الكمية وتطبيقاتها مثل التخاطر الكمي والتوجيه الكمي والنسخ الكمي، ونشر الانتاج العلمي الخاص بهم في كبرى الدوريات العلمية ذات معامل التأثير الكبير.

وتابع ” رضوان ” اعتمدت فى رسالة الدكتوراه على دراسة شبكات الانترنت الكمية، حيث تظهر شبكات الانترنت بصورة ضعيفة مع الاختراقات المتكررة، وبذلك لا توجد ثقة في أمان الإنترنت، ولكن تستطيع الشبكات الكمية أن تتيح نوعًا مختلفًا من الأمان يعتمد فقط على قوانين الفيزياء الكمية، حيث تسمح الشبكات الكمية بإنشاء اتصال باستخدام التشابك الكمى بدلاً من تمرير البيانات مباشرة عبر الشبكة الكلاسيكية، وقد جذب مجال الشبكات الكمية اهتمام العديد من العلماء فى الآونة الأخيرة باعتباره أحد تطبيقات الفيزياء الكمية.

الدكتورة هانم فاروق مدكور نموذج أخر لعلماء الرياضيات الشباب الذين قرروا النبوغ والتفوق منذ الصغر وقبل أن يصبح الحلم حقيقة، حلم أن تصبح أستاذة جامعية، للدرجة التى مكنتها من الفوز بأحسن رسالة دكتوراه في الرياضيات البحتة للعام الحالي وهى الجائزة التى تمنحها جمعية الرياضيات المصرية، وتحمل اسم المرحومة الدكتورة انتصارات الشبكي، أول سيدة تترأس” قسم الرياضيات بكلية العلوم جامعة عين شمس قبل ثلاثين عاما ، وتعمل الدكتور هانم ابنة طنطا ومحافظة الغربية حاليا مدرسا بقسم الرياضيات بكلية العلوم جامعة طنطا، وقد تخرجت بتقدير عام ممتاز عام ٢٠١٢، وتم تعيينها معيدة وحصلت على الماجستير في المعادلات التفاضلية عام 2016، وقد نجحت في رسالتها على إيجاد حلول بعض الخواص التوبولوجية لمؤثرات التحليل الكسري العام، وفي عام 2023 تحصل على الدكتوراه في حلول بعض المعادلات التفاضلية وتطبيقاتها في الألعاب التفاضلية ووفقا للدكتورة هانم فاروف مدكور، فإن مميزات رسالتها للدكتوراه الخاصة تنعكس بشكل إيجابي في مجالات الطب والاقتصاد والعلوم البيولوجية والعلوم الاجتماعية ولها عدد من الأبحاث العلمية ذات التصنيف العالي المتقدم منشورة في كبرى المجلات والدوريات العلمية المتخصصة في مجال العلوم الاجتماعية والطب والاقتصاد، كما أن لها أبحاثا متميزة على دراسة الواقع بين فيروس كورونا والسكان والتنبؤ بالحالات المستقبلية وفقا للمعادلات التفاضلية وبناءا على معايير غياب الوعى وعدم الأخذ بالإجراءات الاحترازية والتواجد في الأماكن المزدحمة.

وبسؤال ” د. هانم فاروق ” عن أسبابها تخصصها في الرياضيات، أجابت بالقول ان عشقها للرياضيات منذ طفولتها دفعها لدراستها دون بقية العلوم والتخصصات الأخرى، معتبرة الرياضيات أم العلوم الأساسية وتدخل في شتى جوانب الحياة بدءا من أمور ست البيت التى تشترى لوازم بيتها وتقوم بحساب ما تشتريه، ومرورا بمعاملات البنوك والاقتصاد والمحاسبة القائمة على الرياضيات، ووصولا إلى أهميتها في العمل الأكاديمي والبحثي، ونصحت ” فاروق ” أولياء الأمور بالتركيز على ما ينمى مدارك أبنائهم ويبرز ذكائهم وقدراتهم في العمليات الحسابية، وأرجعت الفضل للنجاحات التى وصلت إليها إلى أمها أولا التى قامت برعايتها وتذليل كل الصعاب أمامها بعد وفاة أبيها وهى في سن العاشرة، كذلك أساتذة الرياضيات الذين قاموا بتعليمها جيدا في قسم الرياضيات بعلوم طنطا.

من بين الفائزين أيضا بجوائز جمعية الرياضيات المصرية والتى أعلن أسمائهم الدكتور خالد مخيمر أمين عام الجمعية، كل من د. الشيماء عبد الباسط ” جائزة د. عبد الشافي عبادة لأفضل رسالة دكتوراه في الرياضيات التطبيقية “، وعلي عوض محمود، وإسراء محمد جمال “جائزة عبادة لأفضل رسالة ماجستير”، ود. محمود أحمد البدوي ” جائزة د. انتصار الشبكي لأفضل رسالة دكتوراه في الرياضيات البحتة “، وسحر ظريف حمدي عويس ” جائزة د. انتصارات الشبكي لأفضل رسالة ماجستير”، وخلود سيد كمال ” جائزة د. بهاء الدين حلمي لأفضل رسالة ماجستير في الإحصاء الرياضي “، ومنى فوزي إبراهيم ” جائز د. صلاح الجندي لأفضل رسالة ماجستير في التحليل العددي “، ود. وليد عبد الرحيم ” جائزة د. صلاح الجندي لأحسن رسالة دكتوراه في التحليل العددي”، ود. محمد عاطف فتوح ” جائزة د. علي سالم مشهور لأحسن رسالة دكتوراه في علم التوبولوجي”، وأحمد كرم صلاح شهاب الدين ” جائزة د. علي سالم مشهور لأفضل رسالة ماجستير في علم التوبولوجي “.

من علماء الرياضيات الكبار الذين حضروا تكريم شباب الرياضيات المتميزين من حملة الماجستير والدكتوراه والفائزين بجوائز جمعية الرياضيات المصرية، كل من د.عبد الشافي عبادة والذي قام بتسليم جوائز الجمعية التى تحمل اسمه، ود. ابراهيم غالي، ود. بيومي إبراهيم بيومى، ود. عاطف هلال، ود. محمد عبد العظيم سعود، ود. محمد عامر، ود. ناصر سويلم، ود. محمد عبد اللطيف رمضان، ود. هاني الحسيني، ود. عصام سليمان الصعيدي، ود. عبد العزيز العزب، ود. حمدي عبد الحميد، ود. جلال محروس، ود. إسراء عبد السلام، ود. أحمد عبد القادر رمضان، ود. محمد عبد الحكيم، ود. مجدي العدل، ود. أماني العزازي، ود. حسام رضوان، ود. أحمد رفاعي، ود. زينب منصور ” رئيس رابطة المرأة المصرية في الرياضيات “، ود. عاطف عجور، ود. عبد الوهاب عباس، ود. أحمد زعبل، ود. حسن سراج ” عميد علوم الأزهر سابقا “، ود. شعبان أبو يوسف، ود. سلامة إسماعيل محمد، بالإضافة إلى كل من المهندس خالد الناغي، و د. محمد صبري عبد المطلب أستاذ الكيمياء المتفرغ بعلوم عين شمس والذي قام بتوزيع الجوائز التى تحمل اسم زوجته الراحلة د. انتصارات الشبكي.

لم تكتف جمعية الرياضيات المصرية بتكريم أصحاب أفضل رسائل ماجستير ودكتوراه في مصر خلال العام الأخير، ولكنها قامت أيضا بتكريم عدد من رموز ورواد الرياضيات بالجامعات المصرية من خريجى أقسام الرياضيات عام 1979 مثل د. محمد علي بعلوم الأزهر، ود. أسامة أبو رواش بعلوم الإسكندرية، ود. صابر سعد رزق بعلوم عين شمس، وكل من د. محمد رمضان ود. سعيد اسماعيل بعلوم القاهرة، ومن دفعة 1978 كل من د. عبد المنعم قوزع بعلوم طنطا، ود. جمال مختار بعلوم أسيوط.