![](https://egmaths.com/wp-content/uploads/2024/05/0909-Copy.png)
عالمة الرياضيات الراحلة الأستاذة الدكتورة ليلى فهمي عبد العال
كانت عالمة الرياضيات الكبيرة الراحلة الأستاذة الدكتورة ليلى فهمى عبد العال ” أستاذة التحليل العددي بكلية العلوم جامعة القاهرة ” والتى توفيت في السادس والعشرين من شهر أبريل الماضي، واحدة من قمم العمل والبحثي والأكاديمي في تخصصها، ولما لا ؟ .. وهى أول سيدة تحصل على الدكتوراه بقسم الرياضيات في علوم القاهرة وأول سيدة تحصل على درجة أستاذ بالقسم، وهو القسم الذى أسسه الدكتور على مصطفى مشرفة وتناوب على رئاسته قمم علمية كبيرة لعل أبرزهم الدكتور محمد مرسي والدكتور عطية عاشور وأخرين، وفي السطور التالية ننشر نبذة عن السيرة العلمية للأستاذة الدكتورة ليلى فهمي عبد العال وأخر حوار لها منذ ثلاثة أعوام، كانت قد أجرته معها الأستاذة الدكتورة زينب منصور ” أستاذة الرياضيات البحتة بكلية العلوم جامعة القاهرة ورئيس رابطة المرأة المصرية في الرياضيات ” في عام ٢٠٢١.
التاريخ العلمي للأستاذة الدكتورة ليلي فهمي عبد العال:
- بكالوريوس العلوم قسم الرياضيات من كلية البنات جامعة عين شمس عام 1961 بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف الثانية.
- ماجستير الرياضيات من الكلية الملكية بلندن (King’s College London) في انجلترا عام 1965.
- دكتوراه الفلسفة من كلية العلوم جامعة سَسِكس (Sussex University) بانجلترا.
التاريخ الوظيفي
- عضو بعثة جامعة أسيوط بانجلترا من عام 1964 – 1969.
- معيد بعلوم أسيوط في أبريل 1969.
- معيد بعلوم القاهرة في أكتوبر 1969.
- مدرس بقسم الرياضيات- كلية العلوم – جامعة القاهرة – ديسمبر 1969.
- أستاذ مساعد بقسم الرياضيات – كلية العلوم – جامعة القاهرة – ديسمبر 1975.
- أستاذ بقسم الرياضيات – كلية العلوم – جامعة القاهرة – ديسمبر 1980.
- أستاذ متفرغ بقسم الرياضيات – كلية العلوم – جامعة القاهرة – أكتوبر 2000 وحتى الآن.
الإشراف العلمي
- رسائل الماجستير: أكثر من 80 رسالة ماجستير.
- رسائل الدكتوراه: أكثر من 50 رسالة دكتوراه.لو طلبت من حضرتك تخبري القاريء من هي الدكتورة ليلي فهمي عبد العال في سطور، ماذا تقولين؟
- لقد ولدتُ في عائلةٍ طالما ساندتني و شجعتني.كان دائما لدى استعداد و شغف منذ الصغر لدراسة الرياضيات و لوالدي دور كبير في ذلك حيث أنه كان مستشارا لوزارة التربية والتعليم في تخصص الرياضيات وورثت عنه حب الرياضيات.في البداية حصلت على بعثة وتم تعييني معيدة في جامعة أسيوط، وكنت حينئذٍ في عمر 29 سنة وكنت متزوجة ولدى أطفال.لم أستمر في جامعة أسيوط سوى يوم واحد، فلم أشعر بالارتياح لقلة عدد السيدات هناك في ذلك الوقت، بعدها ذهبت لوزير التعليم العالي، وكان شخصا محترما جدا، وطلبت نقلى لجامعة القاهرة، وكان رئيس قسم الرياضيات وقتها الأستاذ الدكتور عطية عاشور رحمه الله وكان لديه بعض التحفظ على قبولي، ربما لتخرجي من كلية البنات، ولكن تم تعييني في النهاية وكنت حينها أول سيدة في قسم الرياضيات، بعد ذلك سافرت في بعثة لإنجلترا واجتزت امتحان القبول وحصلت على الماجستير والدكتوراه في 5 سنوات.
- هل من الممكن أن تحكي لنا كيفية دخولك مجال الرياضيات؟ وما الذي جذبك لهذا المجال؟
كان لدي شغف وحب للرياضيات منذ الصغر وكان والدي، وكيل وزارة التربية والتعليم حينذاك، دائما يساندني ويشجعني وله الدور الأساسي في تعلقي بالرياضيات.
كانت لدي الفرصة لدراسة الهندسة ولكن فضلت دراسة الرياضيات والتحقت بكلية العلوم لذلك.
برأيك: ما هي الصعوبات التي تواجه الباحثة المصرية وتعوقها عن التقدم؟
أعترف أنني لم أقابل أي صعوبات في الكلية، على الرغم من أن رئيس مجلس قسم الرياضيات حينذاك الدكتور عطية عاشور – رحمه الله – كان شخصاً شديداً وحازماً، ولكنه كان محترماً و عادلاً ولم يسيء لي بأي شكل وكنت معجبة جدا بشخصيته، و أنا أيضا كنت شخصية حازمة ومتمكنة في مجالي ودائما أقوم بواجباتي على أكمل وجه ولا أترك الفرصة لأحد لإيذائي. أيضا كان زملائي في قمة الاحترام ولم أتغرض لأي إساءة منهم.من أكثر الزملاء قربا لي الأستاذ الدكتور أحمد خليل رحمه الله وكان شخصا طيبا ومتدينا وقوى الشخصية وله دور كبير في حياتي وكان دائما يساعدني في أشياء بسيطة ولكن كان لها أثر كبير في نفسى.
من أفضل أصدقائي أيضا الأستاذ الدكتور عبد اللطيف والأستاذ الدكتور بديع رحمهم الله.
هل ترين ثمة فجوة بين المرأة و الرجل في المستقبل الوظيفي و المهني؟ و إن كان كذلك فهل يرجع ذلك لعوامل مجتمعية؟ أم لعدم ثقة المرأة في إمكانياتها و قدرتها على المنافسة؟
لا أعتقد وجود فجوة في هذه الأمر، وكان الدكتور عطية عاشور يعتقد أن السيدات غير أكفاء، ولكن تغيرت نظرته تلك بعد رؤيته كفائتي وثقتي بنفسى.
قمت بعمل ورقة بحثية أثناء ترقيتي لأستاذ مساعد وكانت ممتازة و أردت نشرها في مجلة الرياضيات المصرية وكان الدكتور عطية عاشور مسؤول عنها في ذلك الوقت، ولكنه رفض، حينها أخذت منحة 3 شهور لإنجلترا وقمت بنشر البحث في أكبر مجلة متخصصة في التحليل العددي، بعد ذلك قمت بعمل بحثين أيضا وتقدمت بالثلاثة أبحاث للترقية.
بعد ذلك تغيرت نظرة الأستاذ الدكتور عطية عاشور لي بعد الترقية، وكنت أول سيدة تحصل على الدكتوراه في القسم و ثاني سيدة على مستوى مصر بعد الأستاذة الدكتورة ثريا الشريف في كلية البنات بجامعة عين شمس، وبعدها كنت أيضا أول سيدة تحصل على درجة الأستاذية في قسم الرياضيات.
بعيدا عن أي صعوبات أو عوامل مجتمعية، الثقة بالنفس أهم عامل للوصول للهدف.
المرأة بشكل عام ليس لديها الثقة في قدرتها على المنافسة ولكن عند توافر الثقة تستطيع المرأة فعل أي شيء.
هل البحث العلمي في إنجلترا أسهل أم أصعب؟
عند سفري لإنجلترا كانت البداية صعبة، ولكن هناك كان الطالب يعتمد على ذاته في البحث والتعلم أكثر.
تلك الفترة تركت أثرا كبيرا في نفسي وتعلمت كيفية الاعتماد على النفس والتعلم الذاتي.
هل واجهتك صعوبات في التوفيق بين حياتك المهنية والعائلية؟
لا على الإطلاق، فقد كنت قادرة على التوفيق بين مهامي في العمل وبين مهامي في المنزل، فلم أقصر أبدا مع أولادي وقمت بتعليمهم الاعتماد على النفس حتى في عدم وجودى و انشغالي، وزوجي كان له فضل كبير جدا، فقد ساعدني كثيرا وكان يسعد عند حصولي على أية ترقية، كان يرى مدى ارتباطي و شغفي بعملي ولذلك لم يكن أبدا ضدي أو ضد رغباتي.
بعد حصولي على درجة الأستاذية تفرغت أكثر لمهامي المنزلية.
كل أولادي ساروا على نفس النهج، لدى 3 بنات و ولد واحد، ابنتي الأولى تخرجت في كلية الطب وهى بدرجة أستاذ الآن، و ابني أيضا حصل على الدكتوراه من فرنسا في الطب ومقيم هناك، والابنة الثانية حصلت على الدكتوراه في الطبمن ألمانيا والابنة الأخيرة تخرجت في كلية الفنون التطبيقية وهى الآن أستاذ مساعد وعلى وشك الترقية لدرجة أستاذ.
ما أهم ثلاث عوامل ساهمت في نجاح أستاذتنا الدكتورة ليلى فهمي عبد العال؟
العامل الأول: الثقة الكبيرة و الإيمان بالله.
العامل الثاني: الشخصية القوية والثقة بالنفس وهما صفتان ورثتهما عن أبي.
العامل الثالث: تشجيع ومساندة والدي و زوجي.ما هو تفسيرك أنه لم تترقّ سيدة لدرجة أستاذ بعدك إلي ما يقرب من ثلاثين عاما؟
أعتقد أن ذلك بسبب عدم اهتمام أغلب السيدات بعملهن بالشكل الكافي و ارتباطهن أكثر بمهام المنزل و الأولاد.
بشكل عام الرغبة والشغف و وضع الأولويات هي بداية الطريق لتذليل أي صعاب.
ما هي المناصب القيادية التي حصلت عليها؟
كنت عضوا في لجنة الترقيات بعد حصولي على درجة أستاذ بحوالي خمس سنوات وظللت بها حتى وصولي لسن المعاش.
ما هو القرار الذى اتخذته في تاريخك الوظيفي وندمت عليه؟
لا يوجد، كنت دائما أدرس قراراتي جيدا، أذكر أنني رشحت لرئاسة القسم 3 مرات ولكنى رفضت بسبب انشغالي بعملي و أولادي و المسؤولية الكبيرة لهذا المنصب، رغم أني وقتها كنت سأصبح أول سيدة ترأس قسم الرياضيات، ولكن اتخذت قراري ولم أندم عليه أبدا.
هل يوجد حلم أو هدف راودك ولم تحققيه؟
أنا دائما راضية بإرادة الله و أي هدف أو حلم لم يتحقق هو دائما خيرٌ لي.
ما هي الأمنية التي راودتك في تاريخك الوظيفي ولم تتحقق؟
لا يوجد، كانت أمنيتي و سعادتي فقط في التدريس و البحث العلمي.
هل كنت تتمنين أن تكوني رئيسة لمجلس قسم الرياضيات؟
لا لم أتمنى أو أسعى لهذا المنصب، عموما كان همي و اهتمامي الأول التدريس و البحث العلمي ولم أهتم بأي مناصب إدارية كان من الممكن أن تعوقني عن عملي الأساسي.
هل لديك نصيحة لصغار الباحثين المقبلين على دراسة الرياضيات؟
نصيحتي لهم هي تنظيم الوقت والأولويات، التوفيق بين الحياة المهنية والعائلية وعدم التقصير في جانب على حساب الأخر، الاهتمام بالبحث العلمي والقراءة المستمرة ومتابعة كل ماهو جديد في المجال.
ما هي رؤيتك للقسم؟ وهل فقدنا دورنا الريادي؟ و إن كانت الإجابة بنعم، كيف يمكن العودة إلي تحقيقه؟
الإشراف مهمة شاقة وهى إنسانية في المقام الأول.
الإشراف ليس متابعة فقط للبحث العلمي و إنما القدرة على احتواء الطالب و تفهمه و مراعاة ظروفه.
بماذا تفكر الآن الأستاذة الدكتورة ليلي فهمي بشأن المرأة المصرية في الرياضيات؟
وجود رابطة للسيدات العاملات في مجال الرياضيات شيء مهم جدا و ضروري في الوقت الحاضر.
الرابطة تشجع السيدات وتذلل أي صعوبات قد تواجههن و أيضا تلقى الضوء على النماذج المضيئة في المجتمع.
من مهام الرابطة أيضا الأنشطة العلمية والاجتماعية مما يؤدى إلى التقارب والتعارف بين السيدات في المجال وعمل إنجازات باسم الرابطة.